قادة المستقبل.. صناعة القائد
أبريل 4, 2024
عدد المشاهدات 2٬930
القيادة مهمة جدًا في حياة الأمم وهي قضية أمة بأكملها لكي تنهض بالإدارات والمؤسسات، وتستطيع حل مشاكلها بنفسها، ما يتوجب عليها الاهتمام بالإنسان القائد والعمل بجد واجتهاد عليه، بكل الوسائل المتاحة -المادية والمعنوية- كي يكون مستقبل الأمة بأيدٍ قادرة على القيادة وأيدٍ أمينة، ويجب أن نقف خلفهم ومعهم من أجل تماسك الأمة ورفعتها لتحقيق مصلحة أبنائها جميعًا ومن أجل غد أفضل وليكُن معلومًا بأن كل واحد يستطيع أن يصبح قائدًا ورائدًا من الرواد الرائعين للأمة، وألا نكون عبئًا على المسؤولين ونحمّلهم أكثر مما يتحملون، ولكن دائمًا ما نتساءل: أين يمكن أن نصنع قادة المستقبل؟ يختلفُ البعضُ حول أين نصنع القادة؟ منهم من يقول المدرسة، المنزل، المجتمع، أو البيئة المحيطة، ولكن أول محطة يجب أن ينطلق منها قادتُنا هي المنزل، نعم المنزل هو المكان الذي يخرج منه قيادات المجتمع.
المنزلُ هو حجر الأساس في بناء شخصية الإنسان ليكون قائدًا في المُستقبل فيتعلم من والديه والمحيطين به من أفراد الأسرة يتعلم منهم الكثير ويبدأ لديه تكوين المخزون المعرفي والثقافي والتعليمي بشكل غير مدروس أو مُبرمج فمن هنا ومن أولى سِنِيّ عمر الطفل على الآباء أن يحرصوا كل الحرص على تربية أبنائهم التربية الصالحة الصحيحة السليمة، ومن كافة الجوانب النفسية والجسدية والعقلية والعاطفية، دون إغفال أي جانب من هذه الجوانب، ولأي سبب كان، فلا يعني أنه إذا توافرت الحاجاتُ الأساسية للأطفال من مأكل ومشرب وملبس ومسكن، بأن هذا كل شيء،لا على الإطلاق، فالطفل بحاجة إلى كم هائل من الحاجات التي تساعد على بناء شخصية انسانية متكاملة، بعيدًا عن الخلل الذي قد يؤثر على مستقبل الإنسان وحياته فواجب الأمهات والآباء بناء شخصية أطفالهم بشكل سليم، وعدم تركهم فُرادى في مواجهة الحياة وهناك عدة نقاط نريد أن نضعها هنا وهي: يجب على الوالدين إحاطة أبنائهم بالعطف والرعاية والحنان اللازمين دون إسراف أو مغالاة، وإنما ضمن الأمور المعقولة لأن ذلك سوف يزيدهم ثقة بأنفسهم ويصبحون مقبولين في المُجتمع وفاعلين وعونًا له وليس عبئًا عليه.
من الأمور المُهمة أيضًا هي اصطحاب الأبناء لحضور مجالس الكبار لأن هناك مجالس مثل المدارس التي يتعلم منها الفردُ شؤون الحياة دون تكلف بأسلوب قصصي سهل مُحبب لقلوب الناس، ويعلمهم آداب التعامل والتخاطب والنقاش والحوار ويُثري حصيلتهم المعرفية، ويكون لديهم مخزون من التجارب الحياتية وفن إدارة الحوار، وآداب الحديث ولكن مع مراعاة نوعية هذه المجالس، وأن تكون منتقاة مع ما يناسب المستويات العمرية للأبناء والأخذ بعين الاعتبار من هُم الحضور ولابد أن يكون الوالدان مسؤولين عن المجالس التي يذهبون إليها.
وأخيرًا وليس آخرًا -لأن هناك جزءًا سوف نستكمله آنفًا- إن تربية الأبناء تقع على عاتق الوالدين في المُقام الأول، وكما أشرنا سابقًا المنزلُ هو الحاضنة التي يتشكل فيها الطفل فلابد أن يكون المنزلُ مهيئًا لهم.