التأثير القيادي القائم على القدوة (القيادة التحويلية)

يناير 21, 2024

عدد المشاهدات 2٬102

عندما نقرأ كثيرا عن القيادة التحويلية نستذكر قيادة الرسول صلى الله عليه وسلم للامه ويعتبر النبي محمد عليه الصلاة والسلام هو بلا منازع أعظم قائد تحويلي عرفته البشرية وتشهد بذلك قيمه واخلاقياته ومبادئه ولكن!

ماذا نعني بالقيادة التحويلية؟؟

تعددت المفاهيم وتنوعت ومنها: هي قيادة ايحائية توثر على الافراد ليقدموا عطاء يفوق التوقعات غالبا ما يتم في حالات التغيرات التنظيمية الكبيرة وتقوم القيادة التحويلية على مفاهيم ذات أصول راسخه (الأمانة – الاستقامة الشخصية – ووضع اعتبار للقيم الاجتماعية والمهنية والالتزام الحقيقي بها واحترام الفرد والتفاعل مع الاخرين، فالقائد التحويلي يملك الرؤيا، الجاذبية، القدوة ، التمكين ، التحفيز والاستقامة

وعرفها ماكجروجر بيرنز " تفهم على أساس انها عمليه يسعى من خلالها كل من القائد والتابعين الى رفع كل منهما الاخر الي اعلى مستويات الواقعية والأخلاقية "

الى ما تسعى القيادة التحويلية؟

دائما تسعى الى النهوض بشعور التابعين من خلال الاحتكام الى أفكار وقيم أخلاقية مثل: ( الحرية ، العدالة ، المساواة ، السلام ،وغيرها من القيم التي تكفل حمايه الانسان وتحفظ كرامته ، فسلوك القيادة التحويلية يبدأ من القيم والمعتقدات الشخصية للقائد وليس على تبادل مصالح مع المرؤوسين

وهناك من أوضح لنا نقطه جدا مهمه وهي ان كونجر ينظر الى انها القيادة التي تتجاوز تقديم الحوافز مقابل الأداء المرغوب الى تطوير وتشجيع المرؤوسين فكريا وابداعيا وتحويل اهتماماتهم الذاتية لتكون جزاء أساسيا من الرسالة العليا للمنظمة

وعندما نقول القدوة الحسنة التي تمثل القيادة التحويلية  خير تمثيل وضربت امثلة عده حول هذه الشخصية العظيمة  وهو محمد صلى الله عليه وسلم وهو القدوة والمثل الأعلى لأصحابه والامه الإسلامية اجمع وقد اثبت ذلك في القران الكريم قوله تعالى : ( لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا)

وتشهد بذلك قيمه واخلاقياته ومبادئه والتي انعكست في سلوكه القيادي المتميز الفريد وسماته وخصائصه القيادية النادرة العظيمة لقد أوكلت  اليه اعظم المهمات على وجه الأرض  ،هي تغيير قيم ومبادى البشر من الوثنية الباليه الى قيم عليا انسانيه ساميه فالمهمة التحويلية العظيمة التي حملها عليه الصلاة والسلام كانت مهمه ( عظيمه ونبيله للتغير وتحويل المجتمع والعالمين من الكفر والظلال الى الهداية والرشاد والعدالة والإسلام والى توحيد الله عز وجل )

ولقد أصبح العالم اليوم وليس فقط العالم الإسلامي في أمس الحاجة الى نموذج فريد من القيادة ذات قيم شخصيه نابعه من اخلاقيات ومبادئ الإسلام المستمدة من كتاب الله وهدي الرسول الأمين فالقيادة التحويلية هي النموذج الأفضل لأنها تركز على القيمة الإنسانية ثم العمل ويجعل القائد يلتف حول فريقه للارتقاء بمستواهم من اجل الإنجاز والتطوير الذاتي والعمل على تنميه وتطوير الجماعات بل ان هذا النموذج ينمي في الافراد القدرة على ان يصبحوا قاده ونعني ذلك ان القائد الفعال يقود الافراد لكي يقودوا أنفسهم

وأخيرا يعتبر القائد العنصر البشري القوي والمؤثر الذي يستخدم القيادة من اجل نفسه والأخرين ومن اجل بناء قاعده العلاقات الإنسانية مع التطور والتنمية والنجاح في المنظمة.